على مر ال45 عاما المنصرمة من عمر نظام الملالي وماقد بدر منه من دور ونشاطات مشبوهة ومثيرة للقلق، لکن لايبدو أن أيا منها قد کان في مستوى دوره المشبوه في إثارة حرب غزة وفيما نجم وتداعى عنها من سلبيات، حيث لفت النظر إليه کنظام يشکل خطرا وتهديدا غير عاديا للأمن ليس على مستوى المنطقة بل وحتى على مستوى العالم، وهذا ماأعاد الى الاذهان تحذير القيادي في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، محمد محدثين من إن التطرف الديني والارهاب الذي يجسده نظام الملالي يعتبر التهديد الجديد للأمن في العالم کما جاء في کتاب له بهذا المعنى في أواسط العقد التاسع من الالفية الماضية.
في ضوء حرب غزة المدمرة وکذلك مجمل النشاطات المشبوهة الاخرى لنظام الملالي، فإنه وعند النظر في الموقف الدولي من حيث التعامل مع الملف الايراني، نجد إنه يتميز بنقطتين هامتين هما:
الاول: المجتمع الدولي، بدأ يشکك في نوايا ومخططات نظام الملالي خصوصا بعد أن صار واضحا للعيان تورط هذا النظام في مجمل القضايا التي تمس أمن وإستقرار المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام وبصورة خاصة في حرب غزة، ولذلك فإن العالم بدأ يتعامل ويتعاطى بحذر بالغ مع هذا النظام وهو مايدل على إفتضاح وإنکشاف أمره.
ثانيا: المجتمع الدولي، وخصوصا الدول الغربية، بدأت تنتفح على المعارضة الايرانية الفعالة والمٶثرة على الساحة الايرانية والمتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ولاسيما بعد أن تأکد للعالم النوايا الصادقة والمخلصة لهذا المجلس من أجل النضال من أجل الحرية والديمقراطية والسلام والامن والاستقرار في إيران والمنطقة والعالم.
مايجدر ملاحظته هنا، هو أن النظام الايراني وبعد دوره المشبوه في إثارة حرب غزة فإنه ومن أجل التغطية على نهجه المشبوه ونواياه المريبة، يسعى حاليا لإظهار نفسه بطابع النظام المعتدل الذي يسعى من أجل المحافظة على الامن في المنطقة والحرص عليه، لکن مايتظاهر به يتعارض ويتناقض أساسا مع المعادلة الطارئة في المنطقة من جراء تدخلاته فيها والتي لازالت على حالها، ونظرة الى الاوضاع في سوريا والعراق ولبنان واليمن، تؤکد بأن هذا النظام لايزال يمضي قدما في سياساته غير آبه أو مکترث للسيادة الوطنية واستقلال هذه الدول ويتدخل في شؤونها الداخلية بصورة سافرة، والانکى من ذلك أنه ومع تمادي النظام الايراني في العبث بأمن هذه البلدان من خلال وکلائه فيها، وهو ما يدفع المنطقة والعالم لعدم الثقة بهذا النظام وإنتظار الافعال منه بدلا من الاقوال فيما يتعلق بحرصه على الامن والسلام في المنطقة والعالم، خصوصا وإن عهد رئيسي الذي لقي مصرعه في ال19 من مايس الجاري، قد شهد تصعيدا غير عاديا من جانب هذا النظام بإتجاه التأثير السلبي على الامن والسلام، وإن العالم ينظر لعهد مابعد رئيسي بحذر بالغ حيث وکما قلنا ينتظر من الافعال التي تثبت حسن نواياه وليس الاقوال.